تفكيك السرديات الكبرى: نسخة أولى من العبث المؤَسّس

نُشرت
تفكيك السرديات الكبرى: نسخة أولى من العبث المؤَسّس

سلامٌ من المنطق الجنوبي، سلامٌ من المناطق المواربة، حيث لا اتجاه ولا رياح في الجنوب. سلامٌ لا يخص سوانا. ومن سوانا يبحث عن السلام أو أي سلام؟ أذكر مرة أخيرة، كنتِ حينها سلام، حلوة وسلام، أو حسب روايتهم. ولجهلي، لم أزل أؤمن بأنكِ سلامٌ ومنك سلامٌ وأقول عليكِ السلام. والحقيقة أنكِ ألقيت السلام... جانباً ورفعتِ الضجر على برجين أو ثلاثة أبراج من الضجر ذاته، حتى الضجر؟ آه والله حتى الضجر يضعني على سفوح ألبك - لا علاقة لهذه الكلمة بالقلب - المروي أيضاً عنهم، ذاتهم، الذين أخبروني بسلامك التاريخي. فخضت مع الخائضين. وكل خوض مسح ومسخ. أحا. نعم أحا، وكلمة أحا حسب الرواة ذاتهم مشتقة من (اح) وفي اللهجات المحلية (كح) بمعنى سَعَلَ أي تنحنح وحرك فمه إثر تهيج بعض الأعصاب المتصلة بالرئتين وهذا كلام لعله يمت للعلم بصلة (أقصد التهيج). فالمهتاج يبحث دوماً عن مخرج بغض النظر عن مكان التهيج. فالأفراد، كما الجماعات التي ينتمون إليها، في البلاد مهتاجون بشدة ويبحثون عن مَخرج لا مُخرَج. لا بأس عليكم بالمخارج لكن انظروا وتخيروا مكانها يا جماعة. أحا. ولاحقاً لكل ما سبق، وحسب رواة كل جماعة، فنحن الجماعة المختارة وذلك لغلبة عنعنتنا واتساق متننا. وهم المساكين لم تسعفهم أسانيدهم وعمد رواتهم بالتالي إلى التلفيق. والأخير مصطلح شرعي مُحدث، ابتدعه الإسرائليون واحترفه الإسلاميون ويصفق له المثلِثون ويشاهده مسرحياً بعض الإخوان من الملاحدة. ومذ أن بدأت الروايات بالتزاوج والتناكح أنسلوا لنا إرثاً عظيماً. وهذا الإرث تفشى في الملل مللاً. أحا. أما النسل فهو ربيب مشائخه وحق لهم أن يستنكحوه وقتما شاؤوا، وأما النسل فهو معدل جينياً بعبقرية فائقة تلقفها أينشتاين بإجلال وخشوع. أحا يا مولانا. فمولانا عندما يأح يرسل مكاتبه ملصقة على القذائف والبراميل واللحى الكثة، ثم يمسك مصحفاً وجيتاراً ويضرب. فالجدل ماديٌ إلى أقصاه، مع أنهم كما يدعون ويقولون، الماديون كفرة، ومنهم من زندقهم، وأجمع على انحلال عقيدتهم جمع غفير. فهم يرون كل مخالف (هبرة) لرواياتهم. الضجر يطول فلا بأس من التطويل ههنا. وعلى غرار ما قال المسيح: من كان منكم بلا عقل فليتبعهم. فلا يأتيني من يتنطع بالقول ويقول هذا هراء، إذاً، أقول له، شغل المكنسة الكهربائية التي تخبئها أمك وراء الخزانة أو في الخزانة، ووجهها إلى القطعة المسماة الدماغ المستقرة في جمجمتك العظمية ثم اكنس، وانفض، وانتفض، فإن كان الغبار عارضاً ستشفى بإذن الله، وإلا عليك بقداسته.

عودة إلى الأحا فحسب الرواة بأنها صارت قيد التداول والاستخدام دلالة على الاعتراض والاحتجاج لما كان من قهر واستبداد في إحدى دول الخلافة حتى أنهم منعوا أي صيغة قولية للاحتجاج فعمد الناس لمخرج حتى ينفسوا عن اهتياجهم بأحا ومنه نقول أحا عندما نرى أن مسائل الدين أصبحت أصعب من التفاضل والتكامل لما صار فيها من تلفيق وتلقيف وفي رواية أخرى الوضع والتدليس وفي رواية أصح التنطع والتكلف.

سلام على آل البيت. سلام على الذي لا سلام له. سلامٌ على زياد الذي أثرى.

سلام من كل المناطق على كل المناطق. إلا أن كل مناطقية السلام ومنطقيته يخلو منها سلامكِ. أيتها البلاد المسلمة، عليكِ السلام (أي الله يعوض)